مسح مغناطيسي جديد يكشف عن عاصمة آشورية قديمة مهجورة منذ 2700 عام بالعراق

وفي شمال العراق، اكتشف علماء الآثار بقايا فيلا كبيرة وحدائق ملكية وهياكل أخرى مدفونة على عمق كبير تحت الأرض فيما كان يعرف سابقا بالعاصمة الآشورية القديمة خورس آباد، وفقا لمسح مغناطيسي جديد، نقله موقع “livescience”.

واستخدم الفريق الدولي من الباحثين مقياس المغناطيسية في ظروف قاسية للغاية للكشف عن البوابة المائية للمدينة التي يبلغ عمرها 2700 عام، وحدائق القصر المحتملة وخمسة مبان كبيرة – بما في ذلك فيلا مكونة من 127 غرفة ضعف حجم البيت الأبيض.

تتحدى الهياكل غير المكتشفة سابقًا فكرة أن خورس آباد لم تتطور أبدًا إلى ما هو أبعد من مجمع القصور الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وفقًا لبيان صادر عن الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي (AGU).

وقال يورج فاسبيندر، عالم الجيوفيزياء في جامعة لودفيج ماكسيميليان في ميونيخ، والمؤلف الأول للبحث الذي تم تقديمه في ديسمبر في الاجتماع السنوي للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي لعام 2024: “تم العثور على كل هذا دون حفر”.

وقالت سارة ملفيل، مؤرخة متخصصة في شؤون الإمبراطورية الآشورية الجديدة: “إن عمل رسم الخرائط عن بعد الذي قام به فاسبيندر وفريقه مهم للغاية، حيث أن مقياس المغناطيسية يخلق إعادة بناء أكثر شمولاً من خنادق الاختبار التقليدية، ولا يسبب أي ضرر للموقع”. “.

في عام 713 قبل الميلاد، بدأ الإمبراطور الآشوري الجديد سرجون الثاني في بناء عاصمته الجديدة الضخمة، والتي كانت تسمى في الأصل دور شاروكين، وتعني “قلعة سرجون”. لكن سرجون توفي عام 705 قبل الميلاد، ربما قبل احتلال العاصمة واكتمالها.

وبعد أكثر من 25 قرنا، اكتشفت البعثات الأثرية الفرنسية والأمريكية في القرن التاسع عشر والتاسع عشر على التوالي قصر خورس آباد، بما في ذلك تماثيل “لاماسو” الشهيرة لثيران مجنحة برؤوس بشرية موجودة الآن في متحف اللوفر.

ومع ذلك، خلف القصر وأسوار المدينة التي تبلغ مساحتها 1.1 × 1.1 ميل (1.7 × 1.7 كم)، ظل تخطيط العاصمة القديمة لغزًا، وافترض علماء الآثار أنها تُركت غير مكتملة.

وفي عام 2015، نهب تنظيم الدولة الإسلامية خورس آباد، ولم يتمكن علماء الآثار من العمل في الموقع مرة أخرى إلا عندما انسحبت الجماعة الإسلامية المتشددة إلى حد كبير من المنطقة في عام 2017.

أجرى فريق فاسبيندر الاستشعار عن بعد في عام 2022، وبدلاً من تركيب مقياس المغناطيسية على مركبة أو طائرة بدون طيار، الأمر الذي قد يجذب انتباهًا غير مرغوب فيه، حمل فاسبيندر وباحث آخر الجهاز الذي يبلغ وزنه 33 رطلاً (15 كجم) مرة أخرى فوق العاصمة، وعملوا لمدة سبعة أيام وغطت مساحة قدرها 2.79 مليون قدم مربع (0.3 كيلومتر مربع) – أي أقل من 10% من الموقع.

تشير نتائج المسح الجديد إلى أن خورس آباد كانت عاصمة مزدهرة وتطورت بشكل أكبر بكثير مما كان مفترضًا في السابق، ويبقى أن نرى ما إذا كان علماء الآثار سيتمكنون الآن من تسليط الضوء على الهياكل المكتشفة عن بعد.

التحف الآشورية في متحف شيكاغو

اخترنا لك

اترك تعليقاً إلغاء الرد