
تعتبر بديعة مصابني من أشهر فنانات النصف الأول من القرن العشرين. وكانت علاقتها بالفنان الكبير نجيب الريحاني حدثا كبيرا، وقد وثقت الكثير من هذه العلاقة في مذكراتها التي كتبتها نازك باسيلا:
ومما قاله بديع المصابني:
كان يضحك الناس وهو يبكي
قبل عودتي إلى لبنان خطرت لي فكرة إقامة بعض الحفلات في الإسكندرية، حتى يرزقنا الله التنوير والانتهاء من إعداد الرواية الجديدة، فوافق نجيب الريحاني على فكرتي هذه وأحضر علي يوسف. متعهد الحفلات الخاص به، وطلب منه أن يعد لنا ما نحتاجه في الإسكندرية. تم توقيع اتفاقية بينه وبين المقاول لإقامة خمسة عشر حفلاً سنقيمها في المنتجع الساحلي الجميل.
- محمد عفيفي مطر فى ذكرى رحيله.. كيف أبعدته أمه عن الموت طفلاً؟
- تعرف على كتاب "في أثر عنايات الزيات" بعد فوزه بجائزة جيمس تايت 2024
- تعرف على أبرز ما قدمته وزارة الثقافة على مدار أسبوع
وفي إحدى الليالي، وبينما كان نجيب يؤدي دوره على المسرح والجمهور غارق في الضحك، تلقى بلاغ وفاة والدته -أي والدة نجيب- وكان يحبها جدًا، فصدمه خبر وفاتها كالصدمة. صاعقة تجمد في مكانه ولا يعرف كيف يتصرف، وبينما كان الجمهور ينتظره يكمل القصة، كان ينفجر بالبكاء، ومن رآه سيفكر كانت دموع ضحك، بكل ما حملته من مرارة وألم. . وما إن انتهت الرواية وأُسدل الستار حتى انهار وهو يشعر بالإرهاق والإرهاق.
لقد كان فنانًا عظيمًا عرف أن دموع الضحك دائمًا ما تكون مشوبة بالألم والبؤس. ومنذ ذلك اليوم أصبحت هذه الحادثة أسطورة، ويحب أي فنان أن ينسب شيئا كهذا لنفسه ليثبت قدرته الفنية – ولكني أشك في صحة ما يدعونه.