موقعة حطين .. كيف شكلت زاوية جديدة في الحروب الصليبية

وفي 4 يوليو 1187، تمكن المسلمون من هزيمة الصليبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين الشهيرة. وقد مثل هذا النصر تحولاً كبيراً في الحروب الصليبية، فماذا حدث؟

ويوضح كتاب “القدس في العيون” للمؤلف إبراهيم جورج ثيودوري أن صلاح الدين لم يتوجه مباشرة إلى القدس، بل قام أولاً باحتلال المدن والقلاع الساحلية ليحرم الصليبيين من أي مساعدة قد تأتيهم من أوروبا الغربية عن طريق البحر، بالإضافة إلى ترميم موانئ فلسطين التي من شأنها أن توفر له اتصالاً بحريًا سريعًا وسهلاً بين شطري دولته، وتمكن المشرق ومصر من استعادة كامل الساحل بين غزة وبيروت مع باستثناء صور، فبدأ بالتحضير للزحف إلى أورشليم.

وأمر في ذلك الوقت أهل حلب أن يعقدوا معاهدة مع البيزنطيين، لضمان عدم وصول أي إمدادات منهم إلى الجيوش في القدس. ثم جمع قواته من مصر ودمشق وحلب والجزيرة والموصل وسار بالقرب من بحيرة طبرية وعسكر هناك مطلاً على سهل حطين. وهزم بصفورية الغربية، وكان مجموع من معه اثني عشر. آلاف من غير المتطوعين، وجمع الصليبيون جنودهم الذين بلغ عددهم نحو خمسين ألفاً، واجتمعت المجموعتان يوم الجمعة 24 ربيع الآخر سنة 583هـ. وبدأ القتال وتفرق الجيشان ثم تجدد الاشتباك عند وضح النهار، واستيأس المسلمون من القتال، واستخدم صلاح الدين ومن معه السلاح، وخاصة أسلحة النفط.

وبلغت خسائر الصليبيين في تلك المعركة أكثر من 30 ألف جندي من المشاة، بالإضافة إلى خسائر فادحة في العتاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top