القصة فى شعر حافظ إبراهيم.. ما كتب عن عدلى باشا والخادمة

اليوم ذكرى رحيل شاعر النيل حافظ إبراهيم، الذي رحل عن عالمنا منذ 92 عاما، وهنا نتوقف مع القصة في شعره، والتي صورها الأديب الكبير الراحل ثروت أباظة في كتابه القصة في الشعر العربي.

يقول ثروت أباظة: إذا اقتربنا من الشعر الحديث نجد أن القصة اتخذت خصائص، ففي حافظ مثلا نجد الكثير من الشعر الذي يأخذ لون القصة، رغم أن القصة ظلت غريبة حتى ذلك الحين. للأدب العربي كان محسوسا فيما كتبه الغرب، ولم يخلقه مبدعو الغرب، لكن الرياح الغربية داعبت الذوق العربي، إلى درجة… وهذا ما دفع حافظ إلى كتابة البؤساء لترجمة فيكتور هوغو، وهذا ما دفع حافظ نفسه إلى كتابة “ليالي السطح” التي كانت قريبة جدًا من القصة. ولعل هذا الاتجاه هو الذي جعل حافظ يتغزل بالقصة في شعره دون قصد. .

ولعل من طرائف ما يروى عنه أنه كان ضيفا على والدي في المدينة، وطلب طعاما، لكن الخادمة التي اسمها فاطمة تأخرت عنه من الخدم، واسمها كان أحمد، وسرعان ما لبى طلبه، فكتب هذه القصة في بيتين:

إذا أتيت وطلبت منهم لقمة للأكل، فسوف ترى مظاهرة قادمة
رحم الله أحمد ولعن ربي على فاطمة
وهذه قصة فيها نكتة واضحة، وأمثالها كثيرة روى حافظ مثلا أنه كان يشرب الخمر مع أحد المشايخ البارزين وبعض الأصدقاء، وفجأة جاء شخص إلى الشيخ ليخبره أن بعضا من أصحابه وجاء التلاميذ ليؤمهم في الصلاة، فقام الشيخ على تلاميذه وكتب حافظ:

قام الشيخ ليصلي فتوقفنا عن الشرب
تقبل الله منا ولا يقبل منه
وعُرف عن رشدي باشا وعدلي باشا رئيس الوزراء أن تعليمهما كان فرنسيًا، وأنهما لا يصليان، لكنهما اضطرا لمرافقة الملك فؤاد في الصلاة، ولم يستطع حافظ أن يبقى صامتًا:

برّي يصلي وهداي آمنت بالله ربي
يا رب احفظ القلب حتى يصلي على النبي
وكان اللنبي هو المبعوث البريطاني إلى مصر في ذلك الوقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top