
اليوم ذكرى وفاة الشاعرة العراقية الكبيرة نازك الملائكة التي وافتها المنية في 20 حزيران 2007. ومن أجمل قصائد نازك الملائكة قصيدتها “المدينة التي غرقت” والتي تحدثت فيها عن الفيضان الذي أغرق مدينة بغداد الجديدة عام 1954م:
- فى ذكرى رحيله.. تعرف على دواوين صلاح عبد الصبور وسنوات نشرها
- اكتشاف لوحات جدارية جديدة وقاعة ذات أعمدة فى بومبى.. صور
- مسلسل الكبير أوى الحلقة 5 .. تاريخ المبارزة على مر العصور
خلف الحشد الذي ربطتهم جراحهم بالحصير
وخلف صفوف الصرافين حيث يعيش المهاجرون
طريق مغطى بالطين يؤدي إلى المدينة
ورسمه حيث يعيش بأصفر الطمأنينة
كانت صاخبة وساحاتها مليئة بالحياة
كانت تضحك وتضحك على الشمس كل صباح
التقت بيوته المبهجة بالقمر
وبضحكة نوافذها صمت وصرخ القدر
وجاء الخراب وبسط قدميه في أرضه
ورأى كيف ناحت البيوت بعضها بعضا
لسقف منهار وشرفة صغيرة من الحب
أرسل عينيه إلى النشوة ونظر إلى المباني
وجاء الدمار ومشى ببنيته السوداء
تطوى ذراعيه وتكتسح وعود الغد
وأسنانه الصفراء تعض الباب وتمضغ شرفه
تطأ قدماه الورود والعشب بلا رحمة
كان ينشر الدمار والتآكل في جميع أنحاء المدينة
إنه يدمر أينما يعيش وينشر العفن
ولوح الخراب وضحك نشوان بين الثقوب
يرسل ضحكته العصبية تملأ الفضاء
وتنمو الخشونة حيث يلامس الوجه التراب
تنبت قدميه طحالب لزجة وذباب
يأتي الصباح ويختبئ
وهي مخفية عن الأنظار بواسطة المستنقعات الشاسعة
ماذا بقي إلا الموت والملح في كأسها؟
يرسل ضحكته العصبية تملأ الفضاء
تدفعه النجوم بعيدًا ويصبح الهواء ثقيلًا
وتنمو الخشونة حيث يلامس الوجه التراب
تنبت قدميه طحالب لزجة وذباب
يأتي الصباح ويختبئ في مخبأ تخفيه المستنقعات الشاسعة
تستيقظ المدينة عطشانة وتبحث عن أمسها
ماذا بقي إلا الموت والملح في كأسها؟