
الخليل وضع إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام أحكام البيت فغيرا تاريخ مكة. وهذا ما تناوله الأديب الكبير الراحل محمد حسين هيكل في كتابه الشهير حياة محمد.
- وزير الثقافة يتحدث عن تعزيز البحث اللغوي بين العقل والذكاء الاصطناعى بالشارقة
- كيف تذهب إلى معرض فيصل الرمضاني للكتاب فى دورته الـ 12؟
- كيف تذهب إلى معرض فيصل الرمضاني للكتاب فى دورته الـ 12؟
- تعرف على أبرز ما قدمته وزارة الثقافة على مدار أسبوع
- هند رستم تتحدث عن أبيها.. كان أنيقا مثل نجوم السينما وتعلمت منه حب الكلاب
حياة محمد
- لجنة السرد بالمجلس الأعلى للثقافة تنظم أمسية بعنوان "تواصل"
- تعرف على أبرز ما قدمته وزارة الثقافة على مدار أسبوع
يقول محمد حسين هيكل: عندما بنيت الكعبة لم تكن مكة بالخير الذي يتصوره خيالنا، إذ كان بها أكثر من قبائل العمالقة وقبائل جرهم عندما استقر إسماعيل هناك وأساسات البيت مع أبيه إبراهيم كان من الضروري لفترة طويلة أن تتطور مكة، لتصبح مدينة، أو ما يشبه المدينة. نقول: وهي شبيهة بالحضر إذا ظلت مكة ولا تزال، وفي طبع أهلها بقايا من معاني البداوة الأولى، ولا يرفض بعض المؤرخين أن يذكروا أنها بقيت في بداوتها إلى ذلك اجتمعت أموره لقصي في منتصف القرن الخامس الميلادي، ومن الصعب تصور بقاء بلد له نفس قدسية مكة وموطنه القديم في الدولة الصحراوية الدولة التي يثبت التاريخ أن شؤون البيت بعد إسماعيل ظلت في أيدي أعمام أبنائه الذين استوطنوا حولها أجيال متعاقبة، ورغم أن مكة كانت ملتقى طرق القوافل إلى اليمن، إلى اليمن، – حراء إلى الشام وإلى نجد وكانت مرتبطة أيضًا بالتجارة العالمية عن طريق البحر الأحمر القريب. ومن الصعب أن نتصور استمرار وجود دولة بهذا الوضع. إلا أن اتصاله بالعالم يقربه من مراتب الحضارة، لذلك حق أن ندرك أن مكة التي سماها إبراهيم أرضاً وسماها الله بالأمن والأمان، عرفتها حياة الاستقرار منذ أجيال. قبل قصي.
واستمر الأمر من مكة بسحبهم بعد هزيمة العماليق حتى عهد مضاض بن عمرو بن الحارث. خلال هذه الأجيال كانت تجارة مكة مزدهرة لدرجة أنها أسعدت أولئك الذين استمتعوا بها وجعلتهم ينسون أنهم كانوا. وكانوا في حاجة إلى اجتهاد دائم ويقظة دائمة، ووصل نسيانهم إلى أن جفت مياه زمزم، وفكر عرب خزاعة في القفز إلى مناصب السلطة في الأرض المقدسة.
ولم ينفع تحذير شعبه الغاضب من عواقب الترف الذي كانوا منغمسين فيه، وكان على يقين من أن الأمر سينتقل منه ومنهم. فذهب إلى زمزم فحفرها، وإلى غزالين ذهبيين كانا في الكعبة ومعهما مجموعة من الأموال أهديت إلى بيت المقدس، فدفعها إلى قاع البئر وألقي عليها الرمل. آملاً أن يعود الأمر إليه ذات يوم ويستفيد من اكتشافه قصي بن كلاب الجد الخامس للنبي.