البصل في الحضارات لطرد الشر في الصين ومنشطات للرياضيين عند الإغريق

منذ القدم، حظي البصل باهتمام القدماء واستمر حتى يومنا هذا حيث كان البصل ضمن قوائم الأطعمة المقوية التي كانت توزع على العمال في مصر القديمة، وكان شائعا بين قوائم التغذية الصحية للرياضيين في اليونان القديمة، فقد كانوا كانت لها مكانة كبيرة في كتب الطب القديم، مما جعلها العامل الأول في الوقاية من معظم الأمراض وعلاجها، قال عنها داود الأنطاكي في مذكراته: “إنها تقطع الأخلاط القاسية، وتفتح الانسداد، وتفتح السدادات”. يقوي الرغبة، وخاصة اللحوم المطبوخة.

للبصل علاقة قوية في أذهان العالم في الحضارات القديمة 1160 قبل الميلاد، فدفن ووضع البصل في محجر عينيه. ويفترض بعض علماء المصريات أن البصل تم استخدامه، ربما بسبب الاعتقاد بأن نكهته القوية ستشجع الموتى على التنفس مرة أخرى. تفسير آخر هو أن خصائصه المطهرة القوية قد تكون مفيدة في الحياة الآخرة.

هناك أدلة على أن السومريين قاموا بزراعة البصل منذ عام 2500 قبل الميلاد، وذلك بحسب نص سومري يحكي عن شخص يحرث قطعة مزروعة بالبصل.

في العصور القديمة، اعتقد الصينيون أن البصل يربط عالم الإنسان بالشياطين الخبيثة في العالم السفلي. ولكنهم بدلًا من أن يتجنبوه، استخدموه لصالحهم، فعلقوه فوق أبوابهم لدفع الشر، وأكلوه لتجنب المرض.

ويعتقد أن الإسكندر الأكبر هو الذي نقل البصل من مصر إلى اليونان خلال القرن الرابع قبل الميلاد. وانتشر إلى أجزاء أخرى من أوروبا بعد غزوات الإسكندر، ولعدة قرون بعد ذلك بدأ الأوروبيون في زراعة البصل بأعداد كبيرة. وبحلول القرن الخامس عشر، بدأوا في إدخال أصناف وأجناس محلية مختلفة إلى العالم الجديد.

أظهرت الدراسات الحديثة أن استخدام اليونان القديمة للبصل في الألعاب الأولمبية كان مفيدًا بالفعل. يتمتع البصل بخصائص مضادة للالتهابات تؤثر على مرونة العضلات، بالإضافة إلى إبطاء الضرر التأكسدي للخلايا والحماية من أمراض القلب. ولمنح الرياضيين المزيد من القوة والشجاعة، كان اللاعبون في اليونان القديمة يتناولون كميات كبيرة من البصل خلال برنامجهم التدريبي. وشمل ذلك عصير البصل الخام لإرواء عطشهم.

يعتقد المؤرخون أن البصل كان من الخضروات ذات القيمة العالية بين حلفاء الإمبراطورية الرومانية القديمة، كما يتضح من بصلة محروقة عمرها 1500 عام عثر عليها مؤخرًا في جزيرة سويدية نائية، كما يعتقد مؤرخو الآثار أن البصل كان أكثر ما تم إدخاله على الأرجح إلى وصفها سكان الجزيرة في القرن الخامس بأنها “توابل إضافية فريدة من نوعها”، كما تم العثور بالقرب منها أيضًا على عملات رومانية وخواتم ذهبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top