
تحل اليوم ذكرى ميلاد النجم العالمي عمر الشريف، الذي ولد في 10 أبريل 1932. عمر الشريف كان يتحدث دائمًا عن حياته ويفتخر بها، كان متعلقًا بوالدته ويذكرها دائمًا بأنها هي من صنعته في كتاب “وجوه عمر الشريف” للناقد محمود قاسم ملخص شامل عن حياته مهنة أملتها عام 1975 على الصحافية الفرنسية ماري تيريز جينشار، بعنوان “الرجل الخالد”، وفيها. يتحدث عن أمه وأبيه فيقول:
- زُعم سرقتها من متحف أوكرانى.. دار مزادات تبيع لوحة بمليون دولار فى روسيا
- العثور على عملات نادرة يعود تاريخها لـ 400 عام في بولندا
- هنا تسكن إمبراطورية ميم رقم الوحدة 3.. على غرار "عاش هنا".. اعرف القصة
أرى أمي اليوم بنفس الصورة التي كانت عليها من قبل، صورة قريبة جداً من شكل ممثلات السينما في الثلاثينيات، متوسطة القامة وجسمها ممتلئ دون ترهلات. كان سحرها وجاذبيتها شعرها الطويل المحمر.
- ذكرى رحيل مصطفى محمود.. لماذا رفض تولى منصب وزير الثقافة؟
- ذكرى رحيل المستعصم بالله آخر خلفاء الدولة العباسية.. إيه حكايته؟
- التنسيق الحضارى يدرج اسم ملك حماة ببلاد الشام فى مشروع حكاية شارع
مثل كل حمر الشعر، كان على أمي أن تدفع ضريبة، والضريبة هي النمش الذي يملأ بشرة الوجه، ونادرا ما يؤثر على وجه جميل، ولكن بعض الناس ينزعجون منهم، وكانت أمي واحدة من هؤلاء؛ حاولت ذات مرة إزالة العديد من البقع الداكنة الصغيرة، فلجأت إلى خبيرة التجميل التي قامت بكوي كل نمش على حدة، لكنها عانت كثيراً بعد ذلك. وكل “نمش” يترك ندبة صغيرة، من آثار الحروق، ويستغرق الأمر وقتا طويلا حتى يعود الوجه إلى نضارته.
- باحث أثرى عن المسارات السياحية بالقاهرة التاريخية: خطة الدولة ستحقق المأمول
- زُعم سرقتها من متحف أوكرانى.. دار مزادات تبيع لوحة بمليون دولار فى روسيا
- هنا تسكن إمبراطورية ميم رقم الوحدة 3.. على غرار "عاش هنا".. اعرف القصة
وكانت أيضًا أنيقة، جذابة، رقيقة الكلام، تعرف متى تتكلم ومتى تصمت، وتعرف أيضًا ما تقول ومتى تقوله، ومتى تدخل جملة، أو تؤيد عينًا، أو تغمز!
- كريستيز تعرض لوحة كوينتين ماتسيس للبيع بـ 15 مليون دولار بمزاد لندن
- التنسيق الحضارى يدرج اسم ملك حماة ببلاد الشام فى مشروع حكاية شارع
- ذكرى رحيل المستعصم بالله آخر خلفاء الدولة العباسية.. إيه حكايته؟
أما والدي فكان طويل القامة رشيقا، ورغم أنه كان أطول مني بنصف بوصة فقط، إلا أنني لم أعتبر طويل القامة أبدا، بينما كان دائما يعتبر كذلك، وأعتقد أن الأمر اجتهادي، ويختلف من وجهة نظر إلى أخرى. آخر. ومن شخص إلى آخر. كان شعر والدي أسود، قبل أن يتسلل البياض مع مرور السنين، وقبل تلك السنوات نفسها زاد وزنه، بشكل كاد يفقده أناقته المعهودة، لكنه كان رجلاً طيبًا للغاية، ولا يزال كذلك.
درس والدي في مدارس الفرير، ودرست والدتي مع الراهبات، ومن هنا زرعت في نفوسهن تقاليد متحدة وقوية، وظلوا دائما متمسكين بتلك العباءة القوية، المولودة من التربية الدينية، وصناعة المثالية. اتجاه الاتجاه، والطريق الصحيح هو المسار المختار. لم أسمع والدي قط يتفوه بكلمة بذيئة، ولم يدعم والدي أي شخص. وكان كل واحد منهم ملتزما بالأصول السليمة في أقواله وأفعاله.
ورغم أن مهنة والدي كانت التجارة، وهو مجال يتطلب في بعض الأحيان التملق أو التهرب أو ربما الكذب، إلا أنه نأى بنفسه عن كل ذلك، حتى لو أدى ذلك إلى خسارته في إحدى الصفقات. أما أمي فكانت ألطف وأفهم من أبي، وكان ذكاؤها يفوق كل الحدود. ولم يكن من السهل علي في صغري وحتى بعد أن كبرت أن أتفاوض معها أو أكذب عليها أو أخدعها كما يفعل الأطفال عادة. نظرة واحدة من عينيها عميقًا في عيني كانت كافية لتكشف كل ما كان يدور في ذهني، وفي هذا الموقف كان علي أن أضعها جانبًا واسترضيها، بدلاً من محاولة استمالتها. لأن الأمر الأخير صعب للغاية.
- زُعم سرقتها من متحف أوكرانى.. دار مزادات تبيع لوحة بمليون دولار فى روسيا
- باحث أثرى عن المسارات السياحية بالقاهرة التاريخية: خطة الدولة ستحقق المأمول
كنا نعيش في الإسكندرية في منزل صغير من طابقين في ضاحية كليوباترا الحمامات. قمت بزيارته مؤخراً، ووجدته في حالته الأصلية، رغم ظهور بعض “التجاعيد” على جدرانه. وكانت حياتي في ذلك المنزل، بل وفي الإسكندرية كلها، هادئة وسعيدة ومسالمه. لم يحرمني والدي من أي شيء ولم ترفض لي أمي أي طلب مهما كان غالي الثمن. من هنا نشأت دون مشقة، وربما دون تعقيدات؛ كنت أشعر دائمًا وكأنني أسبح في بحرين؛ بحر الإسكندرية الأزرق اللامع، أعمق بحر الحب، الأقل تعرضًا للعواصف!