الفرق الإسلامية.. كيف كان الحال قبل الانقسام والتحول إلى فرق؟

مسلسل القتلة الذي قدمته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تحدث عن الطوائف وأثار الطوائف رغم أن الإسلام أرسى عددا كبيرا من القيم التي تزيد من قيمة الإنسان وقيمته وتقضي على التعصب وتقلل الرغبة فيه الدنيا والاقتتال عليها، لكن مع مرور الزمن تغيرت الأمور وظهر بين المسلمين الانقسام والاختلاف، فماذا كان الوضع، وكيف حدث الانقسام؟

ويقول كتاب “إسلام بلا طوائف” للدكتور مصطفى الشكعة والذي يعتبر من أشهر من كتب في هذا الشأن، تحت عنوان…

قبل الانقسام..

عاشت العقيدة الإسلامية في قلوب المسلمين في طهارة وراحة وعز وإيمان عندما انتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى، وردد قول الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم بركاتي. ورضي لكم الإسلام دينا)، وعند وفاته صلى الله عليه وسلم سعى الفتنة إلى النشوب. وكان رأسه على شكل خلاف حول القيادة، وقد اتخذ الخلاف في البداية شكلاً جدياً بين المهاجرين والأنصار، لكن سماحة هذا الدين، وعمق جذوره في قلوب المؤمنين، والبعد عنهم. والأطماع الشخصية، كل ذلك ساعد على تهدئة الخلاف عندما اعترف المهاجرون بشكر الأنصار ورددوا رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قام. فقال أمير الأنصار سعد بن عبادة بالرضا والإيمان. الذي يوجه خطابه للمهاجرين: نحن الوزراء وأنتم الأمراء.

فالفتنة التي كانت على وشك أن تندلع ستهدأ بسهولة كما يتصور العقل المفكر، بموافقة الأنصار على أن تكون الإمارة بين المهاجرين. أما في صفوف المهاجرين فنرى الإيثار في البيعة والاختيار. إنه عمر بن الخطاب العظيم الذي يلتفت إلى أبي عبيدة ويقول له: مد يدك أبايعك، فأنت أمين هذه الأمة تسعد أو ترحب ببيعة عمر له، و كما أنه لا يتحمس لأخطر موقف عرفه الإسلام بعد الرسالة التي أبلغها عبيدة لعمر والمنصب الذي نذر نفسه له، وهو منصب خليفة رسول الله. فما قال له إلا بكل عزم وإيمان ورضا: أتبايعوني وفيكم الصديق. والثاني، فاقتنع عمر، وذهب إلى أبي بكر، فقال: ابسط يدك أبايعك. أنت أفضل مني. فيقول أبو بكر: أنت أقوى مني، فيكررها، ولكن عمر السمح سماحة أبو عبيدة يقول: قوتي لك مع إحسانك، وتتم بيعة أبي بكر كما خليفة الرسول العظيم .

وقد قوبلت بيعة أبي بكر بموافقة المهاجرين والأنصار، لدرجة أن أحد زعماء الأنصار، ولعله سعد بن عبادة، قال في موقف تبجيل لأبي بكر وقت البيعة البيعة: نعوذ بالله أن لا نروج لأبي بكر. وإذا كان علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قد تردد بعض الوقت في مبايعة أبي بكر، فإنه سرعان ما بايعه عن الرضا التام، فلا شك أن علي أعطى أبا بكر محبة له، مكرماً. له، ووضعه في مقامه التكريم والتقدير.

لو مات أبو بكر، فإن جميع المسلمين سيقبلون نصيحته قبل وفاته قريباً باختيار الخليفة العظيم عمر بن الخطاب، بما فيهم علي. ليس فيه أبو الحسن (وهو كنية الإمام علي).

تظل أمور المسلمين هادئة حتى تنشأ الخلافات حول سياسات عثمان بن عفان الخليفة الثالث، وتنتهي الأمور بفاجعة مقتله أثناء تلاوة كتاب الله. ويدين معظم المسلمين بالولاء لعلي بن أبي طالب الرابع. ووعد الخليفة أمير المؤمنين، لكن شبح الأطماع الشخصية وبقايا التعصب القبلي يطل برأسه لأول مرة في الإسلام. ينقسم المسلمون إلى فريقين أو حزبين: فريق مؤيد لعلي، وفريق مؤيد لمعاوية. أو بمعنى آخر حزب يعتنق المذهب الشيعي. وربما اعتنق علي وحزبه التشيع بالنسبة لمعاوية، ومع الزمن أصبحت كلمة التشيع عنوانا ولقبا لأنصار علي وأبنائه وأحفاده من بعده. وكان التشيع في بدايته رأياً سياسياً لا أكثر، كما كانت دعوة الأمويين للخلافة وحصرها في معاوية رأياً سياسياً أيضاً، وكان الخلاف واسعاً بين أنصار علي وأنصار معاوية.
ويجري التحكيم الشهير الذي دعا إليه أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص، لكن جناحا من حزب علي لا يرضى به، فيتمردون عليه ويشكلون طرفا ثالثا يعرف بالخوارج.

ولذلك فإن الطوائف الإسلامية عندما تأسست كانت أحزابا سياسية وليست فرقا دينية، ولم يكن الاختلاف بينها اختلافا في جوهر العقيدة الإسلامية، بل اختلاف رأي حول طريقة الحكم واختيار من يتولى الحكم. الحاكم ثم انقسمت كل طائفة إلى عدة طوائف ومن الشيعة بدأنا نسمع بالزيدية والإسماعيلية والاثني عشرية والكيسانية والكربية والهاشمية والخطابية و آحرون. ، ومنهم الغلاة، والروافض، ومن انحرف عن التوحيد، ومن صرف ابن أبي طالب، ومنهم أصحاب المذهب السليم، والفكر الصحيح.

فكما انقسمت الشيعة إلى طوائف كثيرة، انقسم الخوارج بدورهم إلى طوائف عديدة، منها الأزارقة والصفرية والإباضية والمجردية والثعلي وغيرها، وانقسمت كل فرقة من هذه الطوائف إلى طوائف أخرى كثيرة، والسبب ومن بين كل هذا كان على الأرجح الخلافات السياسية الناشئة عن اختلاف الرأي حول الحكم أو الحرب.

ومع مرور الوقت، ظهرت في الإسلام طوائف أخرى، مثل المعتزلة والأشاعرة، ونشأت المنافسات بين هذه الطوائف كلها. وبقي أهل السنة هم الأقرب إلى الحياد وإلى فهم عقيدة الإسلام دون تعصب أو تعصب. التعسف فما هي هذه الطوائف؟ ما هو أهمها؟ كيف كبرت؟ ما هو محور تعاليم كل مجموعة؟ فهل من سبيل لجمع الكلمة ولم الشمل ورأب الانقسام وتوحيد الرأي وجمع المتفرقين؟ وهذا ما نأمله بصدق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top