
ونقف عند كلام الإمام القرطبي في تفسيره المعروف بـ “الذي يجمع أحكام القرآن ويبين ما فيه من السنة وأي قياس”، ونقرأ ما قاله في التفسير من سورة البقرة، الآية 183 (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).
- مؤتمر الأثريين العرب ينطلق لمناقشة 80 ورقة بحثية في علوم الآثار والمتاحف
- عبد الرحيم كمال: ممتن لمصر لمنحى جائزة الدولة وسعيد كونها فى الأدب
- ذكرى رحيله.. شاهد المقتنيات الشخصية للزعيم جمال عبد الناصر
وفيه أمور كثيرة، ونجد في قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام، فرض عليهم، وفرض عليهم، ولا خلاف فيه” . فقال صلى الله عليه وسلم: (يا بني بني الإسلام على خمسة أشياء: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان). والحج) رواه ابن عمر.
- فعاليات اليوم.. عرض مسرحية عريس البحر بالعلمين ومدحت صالح فى مهرجان القلعة
- عبد الرحيم كمال: ممتن لمصر لمنحى جائزة الدولة وسعيد كونها فى الأدب
ومعناه في اللغة الزهد وترك الانتقال من حال إلى حال، يسمى صمتا، لأنه امتناع عن الكلام، قالت عن مريم: “إني قلت للرحمن أقسم” والصوم، أي الامتناع عن الكلام.
الصوم: حبس الريح مما يمنعها من النفخ، وصام الحيوان على ظهره: ثبت ولم يعدل، وصوم النهار: اعتدل، وصوم الشمس حيث استوى. في منتصف النهار.
الثاني: أن فضل الصيام عظيم، وأجره عظيم. وقد روى الأئمة في مسندهم روايات كثيرة صحيحة وحسنة، وسيأتي بعضها، ويكفيك هذا الآن في فضل الصيام عند الله. وخصها أيضا بما ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عن ربه: (يقول الله تبارك وتعالى: كل عمل من الولد ما من آدم إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به) الحديث.
- ذاكرة اليوم.. الخديو توفيق يصدر مرسومًا يلغى فيه الجيش ورحيل جميل راتب
- جثث ألقيت في أعمدة المحاجر.. أسرار ملايين الأشخاص المدفونين في سراديب باريس
ولكن الصوم منفصل عنه، مع أن جميع العبادات كانت له لسببين يوضح بهما الصوم سائر العبادات، أحدهما: أن الصوم يمنع ملجأ النفس وشهواتها التي لا تحصل منها غيرها من العبادات. والعبادة الثانية: أن الصوم سر بين العبد وربه لا ينكشف إلا له، فصار مخصوصاً به، وغيره من العبادات، فتبين أنه كان يمكن أن يفعله رياءً ونفاقاً. وبالتالي فإن الصيام أخص بالصيام أصبح من أشياء أخرى. وقيل غير ذلك.
ثالثاً: قوله تعالى: “كما كتب” الهم في محل نصب من الصفة، وهو كتابة كما، أو ثابت كما. أو على حسب حال الصيام، أي كتب عليكم الصيام مثل ما كتب على من كان قبلكم. قال بعض النحويين: “الكاف” بالرفع على صفة الصوم، إذ ليس تعريفه خالصا لمحل العموم فيه على تفسير الشرع. ولذلك يجوز وصفه بـ “أنت” لأنه لا يستخدم إلا للنكرة، فهو في موضع “نهيت عن الصيام”، وهذا الرأي ضعيف، و”ما” أدناه الحال، وارتباطها: “قُدِّرَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ” والضمير في “كتب” يرجع إلى “ما”.
وكما نجد في قوله تعالى: “لعلك تتقى” فإن “لعل” تنطبق عليهم، كما تقدم. وقيل: التقوى هنا تعني الضعف، لأنه كلما قل الأكل ضعفت الشهوة، وكلما ضعفت الشهوة قل الذنوب، وهذا مجاز حسن. وقيل: اجتناب الذنب. وقيل: هذا على العموم، لأن الصيام كما قال صلى الله عليه وسلم: (الصيام جنة وأجر وسبب للتقوى، لأنه يقتل الشهوات).