
لا شك أن الأدب والإبداع يشكلان ركيزة أساسية في نهضة المجتمعات وتقدمها. فصاحب القلم لديه القدرة على تشكيل الوعي وصقل الذوق العام لدى شعبه. وفي مصر ظهر عدد كبير من عباقرة الكتابة والسرد الذين تركوا آثارا لا تنسى. ورغم رحيلهم، إلا أن أعمالهم لا تزال تثري المكتبات العربية وتساهم في تشكيل الهوية الثقافية. ومن هؤلاء العمالقة المفكر الكبير عباس محمود العقاد الذي يجسد بأدبه وفكره عبقرية قلما تتكرر.
- انطلاق "أيام الثقافة الصربية في مصر" بمناسبة مرور 116 عامًا على بداية العلاقات
- كتب حول العالم تناولت أحداث 11 سبتمبر.. تعرف على أبرزها
العقاد في شبابه
عباس محمود العقاد: التربية والتعليم
ولد عباس محمود العقاد في 28 يونيو 1889 بأسوان. نشأ في بيت هادئ منعزل، وعرفت عائلته بالتقوى وحب العلم. وتميزت مدينة أسوان بأنها ملتقى للحضارات القديمة والحديثة، مما أثرى خيال العقاد وفتح وعيه منذ الصغر.
تلقى العقاد تعليمه الأساسي في المدرسة الأميرية بأسوان، وتخرج منها عام 1903 وهو في الرابعة عشرة من عمره. وتأثر في تعليمه بنصائح الشيخ أحمد الجداوي، حيث استمع إلى الخطابات الشعرية وقرأ مقامات الحريري التي تبدو وكأنها كتب علمية.
- قصور الثقافة تصدر ديوان "قبيل ارتطام الوعل الساقط من أعلى الجبل" لطارق صقر
- أغرب الجرائم.. سرقة كأس العالم من البرازيل 1983.. ماذا حدث؟
الحياة العملية والمهنية
بدأ العقاد حياته المهنية بالالتحاق بمختلف الوظائف الحكومية، لكنه لم يكن راضيا عنها. واعتبره سجناً لأدبه وطموحاته، ولم يمكث طويلاً في أي منهما. عمل في ديوان الأوقاف، ثم في مصلحة الإيرادات بقنا، حيث أسس جمعية أدبية مع الأدباء هناك. ثم انتقل إلى القاهرة للعمل في الصحافة، فبدأ بجريدة “الدستور” التي تولى تحريرها مع صاحبها محمد فريد وجدي.
وعلى الرغم من عمله كمدرس خلال الحرب العالمية الأولى، إلا أن علاقته بالصحافة استمرت. دافع العقاد عن القضايا الوطنية وهاجم الملكية بقلمه دفاعاً عن الدستور والحياة النيابية.
- قصور الثقافة تصدر ديوان "قبيل ارتطام الوعل الساقط من أعلى الجبل" لطارق صقر
- ذاكرة اليوم.. وعد بلفور ومولد سيف الدين قطز ومدحت صالح
المفكر عباس محمود العقاد
- متخصصات فى أدب الطفل: الأسرة تتحمل المسئولية الأولى فيما يتعلق بمواهب الأبناء
- ذاكرة اليوم.. وعد بلفور ومولد سيف الدين قطز ومدحت صالح
الإبداع الأدبي والفكري
كانت حياة العقاد سلسلة من الصراعات الأدبية والسياسية. برع في الشعر والمقالات والنقد. “مدرسة الديوان” التي قدمت مفاهيم جديدة في الأدب والنقد، واعتبرت خطوة كبيرة في تجديد الشعر العربي.
- انطلاق "أيام الثقافة الصربية في مصر" بمناسبة مرور 116 عامًا على بداية العلاقات
- جائزة كبرى وتطبيق إلكتروني ومهرجان للطفل أبرز ما قدمته قصور الثقافة في 2024
خاض العقاد معارك أدبية وفكرية مع عظماء عصره مثل أحمد شوقي وطه حسين، وعرف بأسلوبه المنطقي الذي يعتمد على ترتيب الأفكار والمنطلقات لتحقيق النتائج.
- مزاد الفنون الإسلامية.. بيع مروحة من الطراز التركى اعرف ثمنها
- أغرب الجرائم.. سرقة كأس العالم من البرازيل 1983.. ماذا حدث؟
- ذاكرة اليوم.. مصطفى كامل يؤسس الحزب الوطنى وميلاد فاطمة التابعى
الشرف والإرث الأدبي
حصل العقاد على عضوية المجامع اللغوية في القاهرة ودمشق وبغداد. تم ترشيحه لعدة جوائز، منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب، لكنه رفض استلامها، كما رفض الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة.
أنشأ العقاد صالونًا أدبيًا في الخمسينيات، كان ملتقى للكتاب والمفكرين البارزين، وتناول فيه قضايا مختلفة من الأدب إلى الفلسفة ودور المرأة في المجتمع.
- الصين تكشف عن وجوه مستعادة لجماجم بشرية قديمة ترجع إلى مليون سنة
- قصور الثقافة تصدر ديوان "قبيل ارتطام الوعل الساقط من أعلى الجبل" لطارق صقر
- أغرب الجرائم.. سرقة كأس العالم من البرازيل 1983.. ماذا حدث؟
مؤلفاته ومؤلفاته
وتميز العقاد بإنتاجه الغزير، حيث بلغت مؤلفاته أكثر من مائة كتاب، أشهرها سلسلة “العباقرة” التي تناولت شخصيات إسلامية بارزة، مثل عبقرية محمد، عبقرية النبي الصديق، وعبقرية عمر. إضافة إلى ذلك، كتب دواوين شعرية مثل “صحوة الصباح” و”أعاصير المغرب”، وكتبا أدبية واجتماعية مثل “قراءات في الكتب والحياة” و”جحا الضاحك”.
وفاته
توفي العقاد في 12 مارس 1964 عن عمر يناهز 75 عاما، تاركا إرثا أدبيا وفكريا خالدا. ولا تزال أعماله تلهم الأجيال وتعتبر نموذجا للمثقف الموسوعي الذي أثرى الحياة الثقافية في مصر والعالم العربي.
العقاد