
الشاعر والباحث د. وأكدت عائشة بلغيس أن الحكايات الشعبية تمثل الإرث الذي نشأنا عليه وانتظرناه بفارغ الصبر، ولم تكن الحكايات للأطفال فقط بل للأمهات والجدات أيضاً. يجتمعون بعد العشاء، وتروي هذه القصص امرأة ذات خبرة وثقافة وتراث.
وقالت عائشة بلغيس إن بعض القصص مرتبطة بتخويف الأطفال، وبعضها مرتبط بالغرائب والعجائب، لكن أكثر ما يميز هذه القصص أنها ليس لها نسخ ثابتة أو معتمدة، وهذا يترك لنا حرية التدخل الإيجابي في الأمر. قصة. إذ لا يمكن لأحد أن يقول: نسخة القصة ثابتة، ولكنها تنتقل شفهيًا مع مرور الوقت، ومن الممكن أن تتغير مفاهيم القصة من منطقة أو بيئة إلى أخرى.
- انطلاق المرحلة الثانية من مبادرة جوه الدايرة بين الأعلى للثقافة والقومي لذوى الإعاقة
- أكرم محمد يكتب: الحياة الثانية لكفافيس..إعادة بناء الكون.. إعادة تشكيل الفن
وأوضحت أن عدم وجود نسخة أصلية ثابتة لكل قصة هو أمر إيجابي، ولذلك يمكن أن نتدخل فيها أو نقتبس منها، لكن لا بد من الحذر في ذلك، إذ أن التدخل لأهداف اجتماعية أو تربوية أو أخلاقية الأسباب كما حدث مع ديزني. جاء ذلك خلال ندوة بعنوان “إعادة إنتاج الحكاية الشعبية بين الإبداع والتشويه” ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، وأدارتها د. سالم الطنيجي.
- ورش فنية وتوعوية.. قصر الطفل يحتفى بأعياد الطفولة مع تلاميذ المدارس
- ورش للأطفال وذوى الهمم ومعارض كتب فى ليالى رمضان بالحديقة الثقافية
وأشارت إلى أن من خصائص الحكايات الشعبية أن مؤلفها غير معروف، وبالتالي لا ينبغي لأحد أن ينسبها إلى نفسه كمؤلف لها، وهذا خطأ شائع. وأشارت إلى أن المفهوم الأعمق هو الاستلهام من الحكايات الشعبية لقصص جديدة، ولكن بما لا يمس الثوابت الوطنية، خاصة أن التدخل في الحكايات الشعبية هو تدخل في الوعي الجمعي للشعب، وهو يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية.
وقالت الدكتورة عائشة بلغيس في كلمتها عن جوهر الحكاية الشعبية: عندما أتدخل في القصة يجب أن أتأكد من أنني لا أتدخل في الجوهر، لأنني أقدم تراثاً حضارياً للبلد، وبالتالي عندما أتدخل في الجوهر، تقديم حكاية شعبية إماراتية يجب أن تعكس شكل المجتمع من حيث اللباس والمكان، بما يعزز المفاهيم والأشكال. أن يتمتع الطفل بثقافة الهوية الوطنية.
وأوضحت أن بعض المفاهيم تتغير مع مرور الوقت ولذلك نتعامل معها مثل بعض الأمثال الشعبية، لذا يصبح من الضروري معالجة بعض المفاهيم الموجودة في القصص المحرضة على العنف وقصص الجن، حتى لا تتجذر هذه المفاهيم لدى الطفل.
- هينينج مانكل.. روائي سويدي اشتهر بأدب الجريمة و"والاندر" أشهر شخصياته
- ورش فنية وتوعوية.. قصر الطفل يحتفى بأعياد الطفولة مع تلاميذ المدارس
وأشارت إلى أنها بحثت في نهاية المطاف عن كتابات المنفلوطي وألف ليلة وليلة، فوجدتها خالدة لأنها كتبت بأسلوب مقفى يطرب الآذان. فبدأت بإعادة كتابة القصص بهذه الطريقة حتى تكون سهلة الفهم وتستقر في قلوب من سمعها.