
وتبقى “صفية”، بطلة رواية “عمتي صفية والدير”، إحدى أهم الشخصيات النسائية في الرواية العربية. وساعد على ذلك تجسيدها في عمل درامي ناجح في التسعينيات، لكن يبقى السؤال. : لماذا نالت كل هذه الشهرة وتحولت إلى رمز؟
- فتح باب الترشح للدورة العاشرة بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولى
- افتتاح معرض "قصة مدينتين" احتفاءً بالتعاون الثقافي المصري اليوناني.. صور
- الكاتبة البريطانية سوزان ليسمان تفوز بجائزة أفضل رواية رومانسية أولى
عدت مرة أخرى إلى الرواية التي أبدعها الكبير بهاء طاهر، وتحديدا للجزء الثاني الذي حمل عنوان “عمتي صفية”، حيث تتصاعد وتيرة السرد بشكل مكثف، لنتعرف أكثر على شخصية صفية كين ، الفتاة الجميلة منذ طفولتها والتي أحبت “حربي” كثيراً وللأمانة فهي تنتظر أن يأتي من أجلها، لكنها مصدومة بواقع مختلف تماماً، فالحربي لم يأتي من أجلها لم يفعل ذلك، ولكن. وبدلاً من ذلك جاء ليطلب يدها من عمه القنصل.
- مكتبة الملك عبد العزيز العامة تطلق معرضًا للمصاحف المذهّبة والمزخرفة الخميس المقبل
- من أغلى اللوحات المصرية.. شاهد تحفة عبد الهادي الجزار "أذن من طين وأذن من عجين"
- الكاتبة البريطانية سوزان ليسمان تفوز بجائزة أفضل رواية رومانسية أولى
ولم يكن هناك حب مشترك بين صفية والحربي. كان حبها من طرف واحد، مدفونا في أعماقها لأن زوجها طغى على حزنها القديم، لكنها في الواقع عاشت سلسلة من التحولات النفسية المعقدة مرت بها بين الحب والانتقام والانتقام ثم الحب مرة أخرى. تعكس هذه المشاعر المتضاربة مهارة بهاء طاهر في رسم شخصية صفية وتجسيد عمقها النفسي.
- فتح باب الترشح للدورة العاشرة بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولى
- إحنا مسيرين ولا مخيرين؟.. ما يقوله أبو حيان التوحيدي في المسألة
- الكاتبة البريطانية سوزان ليسمان تفوز بجائزة أفضل رواية رومانسية أولى
وتميزت صفية بشخصيتها المستقلة واعتزازها بنفسها، وهو ما كان مصدر قوتها وكذلك سبب معاناتها التي تحولت إلى كراهية واستياء ورغبة في الانتقام.
- افتتاح معرض "قصة مدينتين" احتفاءً بالتعاون الثقافي المصري اليوناني.. صور
- كتاب النبوءات لنوستراداموس.. هل اقتناه نابليون وعرفه المشاهير؟
- الكاتبة البريطانية سوزان ليسمان تفوز بجائزة أفضل رواية رومانسية أولى
وبعد أن أنجبت ابنها حسن من القنصل “القديم”، اندلعت المأساة عندما وجهت اتهامات لحربي بأنه يريد قتل الطفل من أجل الحصول على ميراث عمه، وبدأت مطاردة جهنمية، لا يد له فيها. .
ورغم كل ما حدث، لم تتمكن صفية من محو الحربي من قلبها. وبدلا من ذلك، بقي في روحها، وكأن حبها له أعمق من كل العداء والظلم الذي عاشته، وعندما مات حربي على يدها أخيرا كما خططت، انهارت صفية نفسيا.
وفي لحظاتها الأخيرة كانت تهلوس وتتذكر يوم الخطوبة، وتتخيل أن الشاب الذي جاء ليحررها ليس القنصل العجوز، بل محارب، وأن القنصل هو والده فقط. . وكان هذا الوهم الأخير تعبيراً عن رغبة دفينة في التصالح مع ماضيها، لكنها لم تتمكن من تحقيق هذا التصالح إلا وهي على عتبة الموت.
تحولت صفية إلى رمز لشخصية مليئة بالحب والجنون بالحنان والانتقام، وأصبحت علامة على رحلة الإنسان في مواجهة أحلامه المحطمة.
أعتقد أن بهاء طاهر أراد من خلال “خالتي صفية” أن يعكس هشاشة النفس البشرية عندما تتأرجح بين العاطفة والانتقام، بين الأمل واليأس.